ليس المجال هنا مجال مقارنة بين ما كتبه علماؤنا وبين ما قاله أولئك، لكن العبرة أن نعلم أن مصدر الحق والخير والهدى والعلم النقي الصافي هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإذا رزق الله تبارك وتعالى العبد فيهما فهماً ثاقباً وعلماً صادقاً وإخلاصاً، فإنه يفتح عليه من أنواع العلوم ما لا يستطيع أن يدركه غيره، وهذه هي العبرة.
ثم نحن لا نقول هذا من أجل أوروبا ولا من أجل الغربيين، فهم كفار، ولن يؤمنوا بما هو أعظم من ذلك، لكن نعجب من وجود كثير من المسلمين -وبعضهم من العلماء في القديم والحديث- يغمطون حق هذا الرجل العظيم، وينكرون فضله وقدره، مع أن هذا الذي فتحه الله تعالى على يديه هو نصرٌ للإسلام، وهو دليل على أن هذا الدين هو دين الحق، وهو دليل على أن ما أنزله الله تعالى من الوحي هو مصدر الحق الذي لا يتغير مهما تغيرت العصور والأزمان، ومهما ترقى العلم البشري، بل غاية ما يصل الإنسان إليه بعلمه أن يفهم ما أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم.